رمضان خلص .. بعد ما قلب مواجعي يوم ورا يوم, اكثر شهر بافتكر فيه ايام زمان .. لما كان رمضان بييجي في الشتا .. الدفئ و الحب و العيلة الكبيرة اللي مالهاش اول من آخر, امي و ابويا و جدتي ,قطايف ماما اللي مالهاش حل و اللي معرفتش اذوق زيها من ساعت ما ماتت من سنة و نص - امي مش القطايف- دخلة ابويا علينا بعد يوم طويل في المحكمة شايل في ايده كل الفاكهة اللي في السوق, علي اساس ان الفاكهة بتاعت امبارح خلصت, دعوة جدتي كل يوم لينا و تسبيحها المستمر و هي بتطل من شباك اوضتها اللي علي جنينة صغيرة ورا العمارة بتاعتنا, بصتها للسما - اللي يادوب تشوف منها حتة صغيرة من بين العمارات الطويلة اللي اصحابها عاملين يزودوا في ادوارها يوم بعد يوم - و هي بتقول "اصبحت لله ضيفا و ضيف الله لايضام", صوتها المرتعش العجوز اللي بينقط حب و حنية لسة في ودني.
فوازير نيللي و شريهان اللي نتجمع كلنا عشان نتفرج عليها, الف ليلة و ليلة, اللي رغم امكانيات تنفيذها الضعيفة الا اننا كنا بنستناها و نتفرج عليها بشغف و لهفة, دلوقتي الامكانيات اعلي من اي وقت بس مفيش نيللي و لا شريهان و لا شهريار ولا شهرزاد.
جيرانا ولاد البلد الطيبين الجدعان, اللي لما كان الشهر يهل الاقي دكتور فخري جارنا المسيحي بيخبط علي الباب مادد ايده بفانوس صغير و هو بيقول "كل سنة و انت طيبة يا هبة" , عم فتحي, المنجد اللي في شارعنا اللي كنت تسمع صوته الجهوري و هو بيناكف في عم عبد الخردواتي و يقوله بصوت عالي " يا منووووفي" ,هو نفسه عم فتحي اللي لما البوتاجاز هب في وش جدتي وهي بتجربه بعد ما ركبت الانبوبة و صرخت بكلمتين بس " الحقني يا فتحي" قام عم فتحي ناططلها م الشباك مع العلم اننا ساكنين في الدور الاول و باب الشقة بشراعة زجاج مفتوحة علي طول للقريب ..و القريب برضه, وكان ممكن ببساطه يمد ايده لجوة يفتح الباب الا انه استبعد يلف م الباب فنطلها م الشباك.
عم عبده الخردواتي اللي لما جدتي ماتت تكفل هو بابلاغ الناس و مسك اجندة التليفون و قعد يتصل بالناس واحد واحد عشان مكنش حد فاضي يقوم بالمهمة دي.
فين كل دول راحوا, ماتوا واحد و را التاني و اللي فاضل قرب يودع هو كمان, ماتت امي و ماتت جدتي و مات ابويا, نيللي و شريهان كبروا و بطلوا فوازير, دكتور فخري مات, عم فتحي كبر اوي و مبقاش قادر يمشي ولا يتكلم , عم عبده نظره راح عشان اهمل في المية البيضا اللي كانت علي عينه لغاية ما خلصت عليها عشان خايف م الدكاترة, و له حق الصراحة يخاف...
مفضلش غيري .. انا و البيت, اللي كان مليان ناس و حب حنية و ريحة طبيخ ماما , دلوقتي مليان ذكريات وحنين و لهفة لليوم اللي هيجمعني باللي راحوا
مع السلامة يا رمضان, لو جيت السنة الجاية و لقيتني, بلاش و النبي تفكرني باللي فات ... احسن انا خلااااص.
No comments:
Post a Comment